تنهيدة غزة بقلم الشاعرة اسماء خوجة

 "تنهيدة غزة"

بقلم: أسماء خوجة


واعرباااه......

ظننتُ الأخوّةَ تليقُ بمزاد!؟

لكنها! بيعت في سوقِ النخاسة

تأملتُ خيرًا، وترقبتُ الميعاد

فعشتُ الصدمة، وتجرعتُ الانتكاسة

نطقَ الحقُّ بلسانٍ أعجميّ!!!

صرخَ الكلُّ ممتعضًا ما عدا أبناءَ دمي

واعرباااه....

أينَ بسالةُ الرجال، وشهامةُ العربي؟!

أينَكم من دينِ محمدٍ أطهرِ نبي؟!!

خذلتموني ألفَ مرة... لكني تأملت

قطعتم جذورَ الشجرة... فتحملت

تفرّجتم على مجازري وتجويعي

وبسكوتكم شاركتم في تقطيعي وترويعي

أيا من تدّعون وصلي وتُنكرون دمي

أيا من بعتموني تحت أقدامِ العِمى والصممِ

أبكي؟ ومن ذا الذي لم تُدمعهُ نكبتي؟

أشكو؟ وما عاد في الكون مَن يُنصتُ لشكوتي!

أنا غزةُ، ولستُ أبدًا صدى جراحٍ تُنسى

بل أنا الوجعُ المتجدد في كلِّ نفسٍ تُقصى

أنا البسمةُ المكسورةُ على وجهِ طفلٍ ما عرف الطفولة

أنا حضنُ من ودّعت فلذاتِها في صمتٍ... مغلولة

لا تقولوا: "صبرًا يا غزة" فقد صبرتُ دهورا

ولا تُقسموا بالقدسِ إن كنتم تخشَون النورا

بعتموني، وخيانتكم صارت في وريدي

لكنني... باقيةٌ رغم حدادي ووجعي العنيدِ

سأكتبُ بالقصفِ أنشودةَ الحياة

وأرسمُ من شظايايَ فجرًا رغم الممات

فأنا غزةُ... حين يسكتُ الكل، أتكلم

وحين تنهارُ العروشُ، وحدي أتألم

فإن مُتُّ، فلا تحزنوا... بل ازرعوا من دمي ورود

علَّ طفلي يحيا... ولو في حلمٍ منشود.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المهاجر بقلم الشاعرة رابعة اجبارة

الا تشتاقي بقلم الشاعر محمد عطية

بعزي نفسي ويأخذ التعازي بقلم حليم محمود ابو العيلة