تراجيدية الموناليزا شرف الدين ابو الشوش

 تراجيدية الموناليزا 


سقطت خُطاك أناملي   

والحبرُ زَواجه الرحيق

والنيلُ تمدُّ شواطئهُ     

 لتستريحَ على الطريق

لكنَّ الطريق مروِاغِاً      

متسكعً ببنادقِ الزنديق 

وعلى حدقاتِها متروعاً

 يُمزِاحُ  أسفي الغريق

وأنا الغريقُ بفطرتي     

سَلبت خُطايَ على الطريق 

وَجَرَت سواكِبُ أدمعي

والآلام التحسُرِ كالبريق

سَلبت جفوني حِيلتي 

 وتزحلقَ الأرق الشهيق 

لكنْ دموعي عاجزٌ أن

 يَعبر الوطن العريق

وطني دموعُ مودتي 

وبكائي بمنطق التشويق

وانا  فطِمةُ بحُبها و

 لحِبها شقفي يفيق

أني خُلقتُ شاعراً

متألقاً بروائع التحديق 

وهنا جسورُ مدينتي تَمدُّ

حُزنها لتُمجد الوطن العريق 

لتُشكلُ روائعُ حِقبتي  برقةِ 

دُميةٍ وشكايةِ النَفس العميق

لتقولُ للصلصال حكايتي

 وتشكلي كمهابةِ الفينيق

وعروقي أزليةٌ خُلقت

 لتُستردَ كلُ غريق

وتقولُ للضرغامِ أني ها هنا

أسدٌ يرتجُّ لهُ الزنادِقُ والإغريق

وتغرُ لهُ السجداتُ في صلواتهِ

 بمحبة  الوطن العتيق

هكذا رسمتُ مدينتي وسَفلتُ 

عِناقها بريشةِ التحليق

 كموناليزا يَشِيرُ لهُ الهوى 

وحيث ما يحيا الحياةُ  يفيق

الشاعر السوداني شرف الدين أبوالشوش


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المهاجر بقلم الشاعرة رابعة اجبارة

الا تشتاقي بقلم الشاعر محمد عطية

بعزي نفسي ويأخذ التعازي بقلم حليم محمود ابو العيلة