مركب من ورق بقلم الشاعر محمد سليمان
مَرْكِبْ مِنْ وَرَق
بقلمي: محمد سليمان مصريه لبنان
مركب من ورق
البحر ومائه المالح دمع العيون، أما عن الربيع فيه والصيف فكانت لقاءاتنا، كانت اجتماعاتنا، كانت براءتنا،
كانت طفولتنا قبل أن نهرم في عمر الثلاثين.
أتى الخريف، ذبل فيه الزرع ومرضت حبات تراب الأرض،
وكان الشتاء ليقضي علينا.
كانت رياحه تعبث دوماً بأوراق سنواتنا، حتى أتى إعصار يرافقه زلزال بقوة الفراق والغياب.
اهتزت الأرض تحت أقدامنا،
حاولنا التثبت والتمسك،
لكن يا سيدتي،
يا صغيرتي، طفلتي
كان كل شيء أقوى منا
تبعثرت الأوراق
وغرقت الكلمات في مياه الوعود العميقة.
اليوم لا ألقي اللوم على أي أحد منا
كنت قبطانة مركبي المتواضع، فأتت سفينة المعجبين بك
وأنجدتك مني من فقر حالي،
استضافتك على متنها.
ولكن ما أحزنني، سيدتي، أنك
تركتني ومركبي الورقي
في بحر لا يرحم، لا نجات منه إلا وهو اشتيافي لك.
تعليقات
إرسال تعليق