العصفوران الشاردان بقلم الشاعر حمدي ربيع محمد
.............العصفوران الشاردان.............
تتسلل يدايَّ في محاولة إمساك العصفورين اللذان هما على نافذتي وفي لحظة خافتة يتحرك العصفوران نحو التحليق في أنحاء الغرفة متشابكين وكأنهم يقولان لي لا تحاول تفريقنا نحن في قفصك الذهبي ولكن دعنا فإنَّ يداك بالنسبة لنا لم تعد التي عهدناها حانية ولعلهما أصبحتا لنا أداة إزعاج ولم يعد لنا في راحتين هناء ولا على كفيك حبات نود التقاطها .
أفكر مليًا في لغة الرفض الذي إنطلق به هذان العصفوران.
لحظة أعاتب نفسي لأني لم أكن بين الفينة والفينة أحن عليهما وأتعهدهما ولكني تركتهما لفراغ جعل منهما مسافرين في قطار آخر غير القطار الذي أستقله ولا يجمعنا سوى بعض المحطات وأصوات صاخبة متباعدة من وعثاء الطريق
وصوت عجلات القطار على قضبان الحياة القاسية تسحق معها كل ود وبعض أصوات المارة التي دائمًا ما تكون بين قسوة وسوء فهم ومشاكسة الباعة الجائلين على تلك المحطات القاحلة الجدباء وتظل الأفكار تحاول التقريب بين العصفورين ونفسي التي بدأت تشطات غضبًا منهما وتود أن تلقيهم خارج النافذة ولكن شيئ ما يقول لي توقف واحذر وتمهل فإنهما ملكك وبينكما عشرة طويلة ومودة باقية .
حمدي ربيع محمد
18/4/2025
تعليقات
إرسال تعليق