سيدتي بقلم الاديبة حكيمة جعدوني

 "سيّدتي"


الكاتبة والروائية جعدوني حكيمة نينارايسكيلا 


سيّدتي


هزّتْ قلبي وخيّمت في الزوايا

حبيبةٌ مستبدّةٌ في هوايا


خضعتُ لأمرِها فحبيبةُ قلبي

لها حُكمُ الأميرةِ على الرعايا


تملّكتني وكبّلتني بقيدٍ

إذا ما سرتُ يثقلُ في خطايا


رضيتُ بقيدِها طوعاً، وصارت

قيودُ الحبّ في الدنيا مُنايا


حبيبتي ما عرفتُ لها مثيلاً

فريدةٌ في الطباعِ وفي السجايا


تبالغُ في الدلالِ ولا تُبالي

بنيرانٍ تلظّتْ في حشايا


وتغزوني الهمومُ إذا جَفَتني

وتصطنعُ الهواجسَ في الحنايا


وأسألُ نفسيَ الحيرى مُلِحّاً

تُرى ماذا اقترفتُ من الخطايا؟


تُجبُ النفسُ: اصبرْ لا يجديَ

سوى الصبرُ الجميلُ على البلايا


فكم من صابرٍ بلغَ الأماني

وفازَ بما يحبُّ من العطايا


نصيبي في غرامكِ أنْ أعاني

ولكنْ في معاناتي هَنايا


تعودتُ الصعابَ فلستُ أشكو

من الأقدارِ في كلّ القضايا


وإنْ كانتْ حبيبةُ اليومِ همّي

فهذا الهمّ حازَ على رِضايا


لها طبعٌ غريبٌ في غرامي

مرضتُ به، فلا يُرجى شِفايا


لها فضلٌ عليّ بما حبتني

من العطفِ الذي يحوي دَوايا


هي المعطاءةُ، لم تبخلْ علينا

بما أعطاها ربّي من مزايا


سقتني من عواطفِها كؤوساً

لغيري لم تضعْ فيها بقايا


ألا يا صاحبي، فانقلْ سلامي

إلى خلّيلتي وبلّغها الوصايا


ودعْ شعري يعبّر عن شعوري

ويشرحْ ما أُلاقي من شوقيا


عساها ترقُّ أو تُبدي وصالاً

وتطلعني على بعض الخفايا


فأعذِرها، وأنسى كلّ شيءٍ

وتمحو بابتسامتها أسايا


لكم يا خليلتي قد صغتُ قولي

فما لغيركمْ منذُ السَنةْ عذابيا


همستُ لكمْ بما أخفى فؤادي

وكمْ حاولتُ كتمانَ الخَبايا


فمعذرةً إذا ما فاض كيلي

فهذا الشعرُ بعضٌ من بُكايا


وما دمتِ المقدّرةَ في حياتي

فإني قد رضيتُ على قضايا


سأبقى في محبتكِ وفيّاً

ولو من أجلكمْ ذقتُ المنايا


حبيبتي، إنني أهديتُ قلبي

فخذيهِ، إنه خيرُ الهدايا


دعوتُ اللهَ أن يبقى هوانا

فيا ربّ استجِبْ، وأقْبِلْ دُعايا


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الا تشتاقي بقلم الشاعر محمد عطية

المهاجر بقلم الشاعرة رابعة اجبارة

بعزي نفسي ويأخذ التعازي بقلم حليم محمود ابو العيلة