ملك الصولجان بقلم الاديبة Gloria Rios Ayzu

 *ملك الصولجان*


هذا الصباح، بينما كنت أسير في أحد أركان النادي اللبناني، صادفتُ لافتة.


لم تكن رائحة العشب المقصوص حديثًا، ولا زرقة أشجار الجاكارندا المزهرة،

بل كانت عينان تريانني من بعيد.


عينان تشكلتا على اللافتة،

وبسبب الصدأ والماء، تشكلتا كما لو كانتا ترسلان لي إشارة.


لكن ماذا يُخبرني قلبي؟


لكن ماذا يُخبرني قلبي؟


أغنية لبيتهوفن تُسمع لمن لا يسمع.


الحرف يدخل من الباب،


الفعل فعل،


وفي الفعل هو،


ملك الصولجان...


إنه صولجان لا تُمسكه اليد،


بل الصوت الذي يُوقظ


بريق الصمت.


غصن أرز خفي يهزّ هياكل العالم ويفتح الصفحات المغلقة لكتابٍ لم يُكتب إلا في الأحلام.

كانت عيون الصدأ والماء توقيعه:

هيروغليفية دقيقة لا تُكشف إلا لمن تجاوزوا عتبة الاستعارة الحية.

لا يحكم الصولجان المادة، بل الرموز.

وعند طرفه، ترتجف الكلمة - غير المنطوقة - ولكن المقصودة - كأول نغمة في حفل موسيقي لم يُكتب قط،

ولكننا جميعًا ندركها عندما نسمعها.


ثم قال قلبي:

"حان الوقت."


لا للركض،


لا للتحدث،


لا للشك.


بل للفعل.


هكذا بدأ عهد

من لا يسعى إلى عرش،


بل إلى مرآة،


من يمشي حافي القدمين

على خطوط النور،


حيث لم تعد القصيدة قصيدة،


بل عالمًا.


جميع الحقوق محفوظة.


Autor: Dra. Gloria Rios Ayzú

México


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الا تشتاقي بقلم الشاعر محمد عطية

المهاجر بقلم الشاعرة رابعة اجبارة

بعزي نفسي ويأخذ التعازي بقلم حليم محمود ابو العيلة