رثاء اختي للشاعر محمد الفيومي
(رثاء أختي إنعام الفيومي أم سامر)
#محمد الفيومي
1- رحلتِ أيا أختي وفي القلب نارُ
وخلفتِ جرحًا ما يداويه دارُ
2- تعبتِ من الدنيا وعذّاب داءٍ
وجارت عليكِ سنونٌ غبارُ
3- غريبةُ أحلامكِ ما ذاقتِ فرحًا
كأنكِ في عمرِكِ أسيرةُ حصارُ
4- صبرتِ على لطمِ الزمانِ وقهره
وأنتِ بقلبٍ طاهرٍ كالنّسارُ
5- وهبتِ شبابكِ للبناتِ وأهلِكِ
ولم تطلبي يومًا جزاءً أو ثمارُ
6- كريمةُ نفسٍ والهمومُ تلاحقت
وكنتِ على كلّ البلايا وقّارُ
7- غلبانةٌ عشتِ، والآلامُ شاهدةٌ
ومن بعدكِ الأحزانُ تُفتحُ أبوابُ
8- كم كنتِ تضحكين رغم دموعِكِ
لتُخفِي وجيعًا لا يُفصحُهُ جارُ
9- وكم كنتِ تُحبّين جلسةَ مرحٍ
ووجهكِ للروحِ بلسمٌ وبهاءُ ونورُ
10- أيا إنعامُ، ليتني ضممتكِ لحظةً
قبل الفراقِ… لكن غلبَنا المسارُ
11- كم كنتُ مشتا قًا لشدِّكِ نحوي
لأربتَ كتفًا هدَّهُ الانكسارُ
12- وما حالُ دهرٍ لا يُتيحُ وداعنا
كأنَّ بهِ قسوةَ سيفٍ بتّارُ
13- بعيدٌ أنا عنكِ، والمسافاتُ تُوجِعُ
وأنتِ قريبةٌ، في الحشا واستقرارُ
14- غريبةُ موتِكِ… ما أذنتِ لنا بوداعٍ
كأنَّكِ عصفورٌ سرى ليلًا وطارُ
15- لقد غادرتِ والدنيا مقابرُ فرحنا
فما عادَ في العمرِ صفاءٌ أو قرارُ
16- بكيتُكِ، لكن الدموعَ قليلةٌ
على حجمِ جرحٍ يستحيلُ استدارُ
17- أيا أختُ، إنَّا في غيابكِ أوحَشُ
كأنَّ بيوتنا صارت جدرانَ نارُ
18- تركتِ وراءكِ ذكرياتٍ خفيّةً
تلاحقنا شوقًا كأنَّها أقدارُ
19- كنا صغارًا نلعبُ فوقَ ترابِنا
وها نحنُ كبارٌ… كلُّ شيءٍ انكسارُ
20- أيُّ قلبٍ يصبرُ بعدَ موتِكِ يا أختي؟
أيُّ عينٍ تطيقُ الرقادَ بلا سُعارُ؟
21- دعَتكِ رحمةُ اللهِ حينَ توجّعتِ
فغادرتِ دنيا ليس فيها اعتبارُ
22- ستبقينَ في روحي حياةً مؤبّدةً
وفي كلِّ دعاءٍ لكِ فجرٌ ونهارُ
23- سأحملُ اسمَكِ في الضلوعِ مُخلّدًا
وأروي حكاياكِ للصغارِ الكبارُ
24- نموتُ جميعًا لكنَّ ذِكرَكِ خالدٌ
يرفرفُ فوقَ القلبِ طيفًا ونارُ
25- سلامٌ عليكِ أختي، ما حييتُ، فإنني
على عهدِ وُدٍّ لا يُغيّرهُ مَزارُ
#الجميع
تعليقات
إرسال تعليق